شهيدة موسم الورود بقلعة مكونة في حلته الجديدة ليس كباقي المواسم
كاد هدا المثل الامازيغي أن ينطبق على موسم الورود بقلعة مكونة في حلته الجديدة برسم هده السنة 05-06-07 ماي 2006, إلا أن بعض السلوكات و الانزلاقات تؤكد على أن هدا الموعد لازال يعيش و يعاني من التنظيم و التسيير العشوائي رغم أن عمر هدا المهرجان يفوق 45 سنة . فمقولة من الأخطاء يتعلم الإنسان هو شعار هده الدورة بامتياز في بعض مضامين بعض البرامج كما عادت حليمة إلى عادتها القديمة في اغلب محطات و برامج هدا الموعد الذي فرض نفسه وطنيا ولو بمواد لا تعبر عن ثقافة و حضارة هده المنطقة و لا تثير انتباه الولوعين بالمهرجانات الثقافية الملتزمة .ففي محاولة من منظمي برنامج مهرجان هده السنة مصالحة الذات و مصالحة ثقافة المنطقة الامازيغية ,نجحوا ضمنيا في استضافة الفن الامازيغي من كل فج كما فشلت في التعبير عن مشاكل و هموم المنطقة التي تنتج هدا الورد .هده المشاكل البيئية التي تهدد استمرار إنتاج هدا الذهب الوردي كما تهدد استقرار الإنسان الذي يسهر على زراعته و تنميته. بعد سنتين كثمرة النقد البناء و الاحتجاج التلقائي الطبيعي , استمتع الامازيغ الدين حجوا من جل ربوع الأرض الامازيغية بمزيج من الألحان و الكلمات الامازيغية على اختلاف و غنى أنغامها كان لها اثر كبير على نفوس الجماهير الغفيرة الحاضرة . و لما لا فقد عانقت ارض قلعة مكونة,و لأول مرة, موسيقى و معاناة امازيغ الريف و الامازيغ عموما في شخص /الفنان سعيد الزروالي و الفنان زولي اللذان غنيا بوجدانهم لإخوانهم الامازيغ بالجنوب الشرقي . و قد تجاوب الجمهور مع ألحانه وقوة كلماته بترديد شعارات هادفة "Abdelkrim Elkhettabi Akhatar n Imazighen""Ayyuz i yirifiyen,ayyuz i ymazighen "...كما صالحت ارض قلعة مكونة ذاتها و ابنائها في احتضان الفنان عمر نايت سعيد الذي يعانق مسقط رأسه بأشعاره بعدما حضي بالترحاب من لدن أراضي تعشق الفن ويربطه بها هم الهوية .وقد ردد الجمهور معه أشهر أغانيه التي تحمل هموم أسيف ن دادس على الخصوص و هموم الامازيغ على العموم..."Awa zayd aman illa yrifi g lutva ".و على أنغام الأطلس في شخص عمر بوتمزوغت و أنغام امغران و تكادة اختتمت الأمسية الفنية.
رغم أن البرنامج يحمل في طياته رائحة المصالحة و وصاية جهوية , إلا أن الجمهور ردد شعارات تصب في المثابرة في اعكاس بعض مظاهر الثقافة الامازيغية بتضمين شعار المهرجانات بالجانب الثقافي للمهرجان و كتابة اللوحات الاشهارية و اللافتات بالأحرف الامازيغية "تفيناغ"..بالاظافة إلى وضع حد للأهداف التجارية على حساب الأهداف الثقافية البناءة لإعادة الاعتبار للمنطقة التي مازالت تؤدي ثمن سنوات التهميش بسبب احتضانها لأقوى مقاومة في تاريخ المغرب و ثمن احتضان اخطر سجن في المغرب"سجن قلعة مكونة". كما ردد الجمهور شعارات و مطالب الحركة الامازيغية الثقافية و الاقتصادية و السياسية.
بالرغم من هدا التحول على مستوى إعطاء الأولوية لثقافة المنطقة ,إلا أن البرنامج لازال يعرف إعاقة قد تكون مستديمة بحكم أن النقد الموجه للبرامج السالفة كانت بالأساس شكلية و ذات بعد جوهري .إلا أن الاستجابة لم تكن في المستوى اد نسجل فراغ الايام الثلاثة دون برمجة أنشطة ذات بعد ثقافي اقتصادي و بيولوجي .قد يكون بتنظيم ورشات أو ندوات فكرية تتناول مشاكل الجنوب الشرقي البيئية كالجفاف و الجراد و التصحر الذي يهدد هدا المنتوج و تشجيع السكان على الاستمرار في غرسه بعد انقراضه أمام ضعف الطلب و تدني الأثمان.(و نحن نتحدث عن اثمان الورد فهدا الموضوع لازال يلفه غموض اد نسجل هده السنة ثمن 90 درهم عاى مستوى بلدية قلعة مكونة و 80 درهم على مستوى جماعة سوق الخميس و بلدية بومال ن دادس رغم أن الجماعات المدكورة تتموضع على 25 كيلومتر.).و على المستوى الاقتصادي يجب فتح نقاش حول آفة الهجرة و كيفية استغلال ثروات الجنوب الشرقي من معادن و سياحة و تحويلات أموال المهاجرين و استوديوهات السينما , بشكل نسجل هجرة عكسية إلى المنطقة و ليس أن نكون مصدرين لها...على المستوى الثقافي فشساعة أراضي قلعة مكونة يمكنها من احتضان مهرجان يحتضن أهازيج الفرق الامازيغية محليا و ووطنيا ..و لما لا تنظيم ملتقى للشعر الامازيغي لإعادة الاعتبار لهدا الشكل الذي يعرف تراجعا كبيرا...إلى غير دلك من الأنشطة التي تجعل الزائر يكون لديه انطباعا حول سكان المنطقة و غيرتهم على ما يزخرون به من كنوز حبيسة الدواوير و الأعراس.
فبتكثيف الفقرات في البرنامج و وتفريق أماكن الأنشطة و المعروضات التجارية, سيمكن منظمي المهرجان من تفادي الانفلات الأمني الذي كان سببه تمركز الأنشطة و المحلات التجارية في شارع طوله 300 متر و عرضه 25 متر .الأمر أو المعطى الذي يجعل المهرجان يعرف اكتضاضا و سلوكات غير حضارية لا تليق بثقافة المنطقة من سرقة و...و نحن نتحدث عن انفلات امني عرف المهرجان في آخر لحظاته احتكاك بين بائع متجول و مواطنة صغيرة السن أدى إلى دفع و إسقاط الطفلة على الأرض مما أدى إلى تجمهور سكان المنطقة و تفوه البائع بمفردات عنصرية إلى درجة شتم سكان قلعة مكونة .الأمر الذي دفع بالجماهير المتجمهرة إلى إشباعه الضرب .وفي محاولة من الباعة الآخرين التدخل تحول الشارع إلى انتفاضة ليست للنهب لكن للتعبير عن غضب الضيف الذي لم يحترم مضيفه.و لم يتمكن الأمن من ضبطها إلا بعد ساعتين كان ضحيتها النساء و الأطفال الدين اسقطوا بعضهم من هلع الوقوع في أيدي هروات القوات المساعدة.و يحدث الأخطر من هدا مند أكثر من 45 سنة دون أن يفكر المسؤولون و المنظمون في كيفية التعامل مع هدا الواقع الذي يتفاقم عاما بعد عام.
و من منطلق النقد البناء و الشعور بالانتماء لهده المنطقة و سيرا على نهج المجالس المنتخبة في كل المدن المغربية ,كيف لا تكون خطوة المسئولين في المهرجان القادم إشراك المجتمع المدني من جمعيات ثقافية امازيغية و نخب فعالة لإعادة الاعتبار لهدا المهرجان و صورة المنطقة التي خلفتها سنوات التنظيم العشوائي الذي يضع نصب عينيه مراكمة الرسوم الضريبية و يغفل كيفية استمرارية المهرجان و احتفاظه على شكله و مضمونه التاريخي قبل ان يتعرض للتغريب.و قد ستفتح هده الخطوة المجال امام فعاليات المجتمع المدني الاطلاع على طريقة و اجراءات تسعير الورد و الظروف التي تتحكم في هده العملية لرفع اللبس الدي يلف هدا الموضوع.فسياسة النعامة و الرمال قد انتهى مفعولها .فالتاريخ لا يرحم أحدا و لا ينسى أحدا .فالاعتراف بالخطأ ليس عيبا إنما فضيلة و إنما العيب إن يستمر الإنسان في ارتكاب نفس الخطأ . فأما أن المسؤولون بالمجلس البلدي ضد الخطاب الرسمي" لإعادة الاعتبار للثقافة الامازيغية" أم أنهم خارج تغطية الإعلام الذي ينقل أخبار عن تنظيم مجالس منتخبة لمهرجانات ثقافية امازيغية ملتزمة هادفة ...فادا كان الورد موضوع المهرجان فان الإنسان الذي يسهر على تنمية هدا الورد له ثقافة و مشاكل يرغب في عرضها على زواره تماما كما يعرض منتوجات هدا [/size]
موضوع: اسيف ن دادس 
2009-03-26, 02:17
