الربط بين دخان التبغ و مشاكل السلوك

[color=brown][size=24][b]

في واحدة من احدث الدراسات المعنية بالتبغ و المدخنين و التي قام بها المركز الطبي لمستشفى كينكيناتي للأطفال, توصلت الدراسة إلى أن التعرض لدخان التبغ البيئي حتى في اقل المستويات مرتبط بمشاكل السلوك لدى الأطفال و مرحلة ما قبل الشباب.

على الرغم من أن الدراسة شملت الأطفال ما بين سن خمسة و إحدى عشر عاما من هؤلاء المصابين بالأزمات التنفسية, إلا انه كان من الممكن توسيع الدراسة لتشمل الأطفال الأصحاء المتعرضين للانفعال أو الاكتئاب و أيضا حالات الوسواس, كانت هذه النتيجة بناء على ما تحدثت به الدكتورة كيمبرلي يولتون, باحثة في مركز الصحة البيئية للأطفال في مستشفى كينكيناتي للأطفال, و كانت أيضا المحرر الأول للدراسة.

"تقوم هذه الدراسة بإمداد الولايات بحوافز أكثر لكي تضع مواصفات صحية عامة تقوم بحماية الأطفال من التعرض لدخان التبغ البيئي," قالت الدكتورة كيمبرلي.

قامت الدكتورة يولتون باختبار 225 من الأطفال الصغار و أيضا هؤلاء في مرحلة ما قبل البلوغ و الذين تعرضوا إلى دخان خمس سيجارات يوميا على الأقل. و في المتوسط كان الأطفال يتعرضون إلى دخان أربعة عشر سيجارة يوميا و تم إدراج الأطفال في دراسة الأزمة. أضافت يولتون إلى ذلك بعض المقاييس لدراسة السلوك.

لقياس مدى التعرض للدخان البيئي قامت الدكتورة يولتون بدراسة كميات الكوتينين الموجود في دم الأطفال, و هو مركب من مركبات النيكوتين و الذي يعتبر الجزء الأساسي في تكوين السيجارة, يتكون الكوتينين عندما تتكسر مركبات النيكوتين في داخل الجسم و يمكن قياسه من خلال الدم, البول, اللعاب و أيضا الشعر. يعتبر الكوتينين احد المؤشرات الأساسية للتعرض إلى دخان التبغ الموجود في البيئات المحيطة.

وجدت الدكتورة يولتون علاقة بين نسب الكوتينين و الانفعالات الخارجية لدى الأطفال, و أيضا توصلت إلى انه يزيد بإبقاء الانفعالات و الأحاسيس في الداخل و دائما ما ظهر ذلك في طريق حالات الاكتئاب, تزيد نسبته أيضا في مشاكل السلوك و التي تم الإشارة إليها من الآباء و المشاكل في المدرسة و المشار إليها من المدرسين, بينما تنخفض نسبه عند محاولات التأقلم مع المشاكل السلوكية.

قالت يولتون انه كلما زاد التعرض لدخان التبغ البيئي و المعروف أيضا بالتدخين السلبي, كلما زادت المشاكل التي يعاني منها هؤلاء الأطفال. "زادت مشاكل السلوك لدى الأطفال بنسبة 7 إلى 18 في المائة على مدى العشرين عاما الماضية لعدة أسباب مفهومة إما بشكل ضعيف أو خاطئ, و التعرض للتدخين السلبي تم إثباته بشكل متزايد كأحد عوامل المخاطرة في مشاكل السلوك لدى الأطفال."

في الولايات المتحدة, حوالي 25% من الأطفال يتعرضون للتدخين السلبي في منازلهم, بينما يوجد أكثر من 50% من الأطفال بنسب مثبتة من مركب الكوتينين في الدم, أضافت الدكتورة يولتون.

وجدت الدراسات السابقة علاقة بين دخان التبغ و وزن المولود, نسب العدوى و مشاكل الصحة العامة الأخرى من بينها تفاقم الأزمة التنفسية. و في احد الدراسات التي قامت بتأثير واسع المدى في عام 2002, وجدت الدكتورة يولتون أن التعرض لدخان التبغ حتى في مستويات منخفضة مرتبط بالتراجع المثبت في مهارات المعرفة و التعلم مثل القراءة, فهم الرياضيات, المنطق و التعليل و تم إثبات هذا التأثير السلبي في كلا الأطفال و المراهقين.

تعد صحة الأطفال من الأسباب الرئيسية لحملات منع التدخين التي يقوم بها الدول حول العالم. العديد من الدول مثل الولايات المتحدة, كندا, استراليا, ايرلندا, نيوزيلندة, و النرويج تتحرك قدما تجاه منع التدخين كليا للتوصل إلى بيئات خالية من التدخين. قامت هذه الدول بمنع التدخين في البارات و المطاعم و أماكن العمل. بعض الدول مثل اسكتلنده و السويد و هونج كونج قامت بخطوات مماثلة.