كيف نستخدم العقل الباطن في المذاكرة ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين

ونبدأ معكم اخوتي الطلبة اولاد فتيات اولى مشوارنا في البحث عن طرق وكيفية التحصيل العلمي الجيد عن طريق الهبة التى منحنا الله تعالى اياها وهو العقل البشري وكيفية صقل هذا العقل لكي يخدمنا في أي وقت شئنا ذلك ، ودعونا نعرف ماهية هذا العقل كي نعرف كيف نستخدمه كي يخدمنا .

والعقل البشري مصنف لجزئين وهما :

1- العقل الظاهري او الحاضر او الواعي : وهو بمثابة المعالج في اجهزة الحساب الالي حيث يحوي ذاكرة بسيطة جداً تمكنه من اداء مهماته ، ووظيفته الاساسية هي التحكم في حياة الشخص وقد يكون التحكم في الحساب او المنطق فلو قلنا 54 ÷ 2 لبدأ العقل الظاهري في عمله في حساب ذلك ليخرج لنا عدداً يساوي 27 ، أو لو قلنا من هو الشخص الذي من امك وابوك وليس اختك ولا اخوك لبدأ يبحث هذا العقل ليقول هو أنا ، ومن هنا نعرف ان الفرق بيننا وبين هؤلاء المجانين هو هذا العقل فبدونه لا يعي الفرد ما يعمل ومن هنا سمى هذا العقل بالعقل الواعي .

2- العقل الباطني او اللاواعي : وهو العقل الذي يحوي الذاكرة والمعلومات المخزنة عن طريق العقل الظاهري فذاكرة العقل الظاهري مؤقته كما اسلفنا وهو من يحمل هذا الكم من المعلومات الى العقل الباطني ومن ثم تتلاشى ذاكرته في هذه المعلومات أو تتجدد بغيرها وتبقى هذه المعلومات محفوظة في العقل الباطني كي نستفيد منها متى شئنا.

ونقول ان العقل الواعي هو المعالج او المبرمج الاساسي للعقل الباطن فيجب علينا حينئذٍ ان نعرف جيداً كيف تكون هذه البرمجة جيدة لتخرج نتائج جيدة تلبي حاجاتنا المدرسية .

والان لنأخذ امثلة حول تبادل المعلومات بين العقل الظاهري والعقل الباطني وكيف يستفيد منها العقل الباطني في خدمة صاحبه لتكون هذه المعلومات هي نفسها المعلومات التى نتدارسها او ندرسها في مدارسنا .

وقبل طرح الامثلة نطرح اسئلة والاجابات ستكون بديهية جداً ، بل سيسخر الاخرون منا ان لم نعرفها وهي :

من منا من لا يعرف كيف يرى ؟

من منا من لا يعرف كيف يسمع ؟

من منا من لا يعرف كيف يتحسس ( يشم ، يتذوق ، يلمس ، يستشعر)؟

من اول ما يولد الطفل يسمع ضجيجاً وتقوم اشارات العقل الواعي ( الظاهري ) بالعمل وترسل هذه الاشارات للعقل الباطني وتقول له هكذا تسمع ، وترسخ هذه المعلومات في العقل الباطني ويعرفها بأن السمع هو هكذا فنحن إذن نسمع بواسطة عقلنا الباطني .

ومن ثم يفتح عينيه وتقوم إشارات العقل الواعي بالعمل وترسلها للعقل الباطني وتقول له هكذا ترى ، وترسخ هذه المعلومات في العقل الباطني ويعرفها بان الرؤية هي هكذا فنحن نرى بعقلنا الباطني ايضاً .

وهكذا نحس ونشعر ونتذوق ونشم وكلها وظائف يقوم العقل الواعي بتعليمها للعقل اللاوعي ويمارسها اعتيادياً ، وهنا يمكننا القول بأن التعليم والدراسة هي بمثابة تعليم العقل الواعي الرؤية والسمع وغيرها للعقل اللاواعي، وكلنا الان نعرف كيف نرى وكيف نسمع وهذه المعلومات انتقلت من العقل الظاهري الى العقل الباطني بوسيلة ربانية متقنة حتى يتمكن الشخص من الرؤية ومن السمع بسرعة فائقة وبقوانين مدروسة جداً تفوق تخيلنا ويجدر بنا الاشارة في هذا المقام لذكر فضيلة للامام علي عليه السلام حين قال له احدهم كيف تعرف الاجابات على المسائل التى تواجهك بسرعة فائقة فمد اصابعه الخمسة باتجاه الرجل وقال له كم هذه ؟ فرد الرجل خمسة وهذا شئ سهل للغاية ولا يحتاج لتفكير! ، فاجاب الامام عليه السلام بأن المسائل لديه كمن مد اليه هذه الاصابع الخمسة ليعرف كم عددها وهذا ليس مستغرب على شخص قال ان النبي صلى الله عليه واله علمه الف باب من العلم يُفتح له من كل باب الف باب !!!،