الحب الأعمى،الطلاق،الفقر،الثورة،وحب المغامرة،غياب الحوار،وانعدام التماسك الأسري،التخلي عن الدراسة،الإحساس بالفراغ....كلها عوامل قد تؤدي إلى خلق مشاكل اجتماعية،وأسرية ينتج عنها العديد من ضحايا.
إليكم قصص واقعية،لنساء من مجتمعنا،قذفت بهن الظروف إلى بحر الضياع.فمن المسؤول؟
خديجة:السن 28 سنة حاصلة على الإجازة في شعبة القانون،ملامحها بريئة،يتلألأ في عينيها بريق ذكاء واضح.
ما قصتك:كنت أعيش حياة صعبة،أبي رجل ثري،إلا أنه لم يكن يصرف عني،فهو رجل مزواج،تزوج الكثيرات قبل والدتي،وحتى بعدها،أنا الإبنة الوحيدة لديه،والآخرون كلهم دكور،وكلهم يعيشون في نعيم من مال والدي الذي يعمل في التجارة،بعد أن طلقت أمي،تزوجت برجل عجوز يشتغل في الحرف الثقليدية،هو رجل طيب،أنفق علي حتى أتممت دراستي.
كان هاجس التوظيف يراودني،و أرى فيه الحل الأجدر للضائقة المالية،التي بتنا نعيشها.
رغم كل شيء،كنت متفائلة،وأرى المستقبل بلون وردي،خاصة عندما تعرفت على شاب في مثل عمري،أحببنا بعضنا،وما إن حصل على عمل،حتى أسرع لخطبتي،على أن أنتظره حتى يعد نفسه،لنكمل مراسيم عقد القران.
وفي تلك المدة،عاملني كزوجته،كان يأتي لبيتنا،نسافر سويا،....ولما أكملنا السنة،لاحظت أن معاملته لي تغيرت،لم يعد يتحدث معي على زواجنا،أخذ يتماطل في مواعيده،يختفي لأسابيع دون أن أعرف أين.
إلى أن تلاشت علاقتنا بالتدريج،كانت صدمة كبيرة علي،رحل من دون حتى أن يقول وداعا.
وما زادني صدمة،عجزي عن إيجاد عمل قار،يحفظ لي كرامتي،وأستطيع به أن أساعد أمي وزوجها الذي أنهكته الشيخوخة،وأصبح بدون عمل.
زاولت العديد من المهن،في نوادي الأنترنيت،والتيليبوتيكات،و مراكز الاتصال،كلها مهن تستدعي الكثير من الجهد،والوقت،وبالمقابل لا تدر سوى القليل من النقود،لا تكفي حتى لسد أجرة الكراء.
ناهيك عما أتعرض إليه من تحرش،أو طرد دون أخذ أجرتي.وأمام الإغراأت المقدمة لي وقعت فريسة للضياع.
أمنيتك:الحصول على وظيفة.
نصيحتك لكل بنت:الخطوبة هي وعد بالزواج،وليست زواجا كما يظن البعض.فلا يتجاوزن حدود تلك العلاقة.
كلمة أخيرة:أوجهها لجميع الآباء،وأطلب منهم الإعتناء بأبنائهم،خاصة إذا حدث الطلاق بين الزوجين،أنا كنت ضحية لرجلين،أبي وخطيبي،وأصبحت سلعة رخيصة بأيدي رجال آخرين.
لمياء السن 25 سنة:تبدو جميلة وأنيقة،
ما قصتك:لم أتم دراستي،إذ تزوجت وسني لم يتجاوز 16سنة،من رجل ثري جدا،إلا أن عائلته رفضت هذا الزواج،لكوني لست بنت ناس حسب قولهم،فأبي مجرد حارس عمارة،وأمي تشتغل في البيوت،في الأول اعتقدت أن زواجي قد نجح،وعشت أياما في السعادة والهناء.إلا أن والديه و كل عائلته،لاحقونا إلى أن زرعوا في عقل زوجي السابق فكرة أني لست من مستواه،فعدت بعد سنتين إلى بيت والدي،وأنا أحمل طفلة بيدي.
بعدها شعرت باحباط شديد،انكسر كل شيء كان جميلا في حياتي.
لم تمر سنة،حتى تعرفت على رجل من الخليج،تزوجني بورقة بيني وبينه،ليس زواجا رسميا.اشترى لي صالون حلاقة مجهز،واكترى لي شقة أقطنها مع أسرتي،هو يأتي من حين لآخر لتفقد مشاريعه،وزيارتي.
أمنيتك:أن أحقق لابنتي ما افتقدته في طفولتي.
نصيحتك لكل بنت:عدم التخلي على دراستهن.
كلمة أخيرة:ضرورة تحقق شرط التوافق الفكري والمادي والاجتماعي بين الزوجين،وإلا فمصير ذلك الزواج يكون الفشل،ومن ينظر فوق يتعب كثيرا.
حياة 36 سنة،يبدو على ملامحها التعب والصبر،وكلما تحدثت ازدادت حركات يديها،وتقوست أصابعها،تقطن بغرفة مع الجيران مع طفلها الذي يتجاوز 6 سنوات.
ما قصتك:منذ أن فتحت عيناي على الدنيا،وأنا أشتغل في البيوت،من دار لدار،أنام في المطبخ،أتناول ما يتبقى في الصحون،وأرتدي ما يجود به علي أهل الإحسان من ملابس بالية.
لست يتيمة،بل لدي أم وأب وإخوة،كنت أزورهم مرة كل عام،في العيد الأضحى،ووالدي كان يأتي كل شهر من القرية لأمده بأجرتي كاملة ويرحل.
منذ ما يزيد عن سبع سنين،تعرفت على شاب،فتحت له قلبي،ارتحت له لما كان يبديه لي من اهتمام،فأغرقني بالكلام المعسول،استغل حاجتي للحنان،وعوض لي عن النقص الذي أعيشه.
إلى أن استيقظت من الحلم الجميل،على كابوس مرعب،طفل يتحرك في أحشائي.توسلت إليه أن يتزوجني ،ولو إلى أن أضع حملي،لستر العار الذي سيلاحقني،رفض،شتمني،نعتني بالساقطة ومنحلة،فاضطررت إلى مغادرة تلك المدينة إلى أخرى،لكي لا يعثر علي أحد من أقاربي،بفضل جمعية تعتني بالنساء في وضعية صعبة،تمكنت من أحصل على كشك بقرب من مدرسة،أبيع فيه حلوى ودفاتر وأقلام للأطفال.
أمنيتك:أن يحظى ابني بحقه في الدراسة،لحد الآن لا يتوفر على أوراق
تمكنه من التسجيل بالمدرسة رغم بلوغه السن القانوني.
نصيحتك لكل بنت:ألا تسلم نفسها لأي كان مهما بلغ حبها له.
كلمة أخيرة:كل الرجال الذين مروا بحياتي ظلموني،وأخاف أن يكبر ابني ويظلمني عندما يعرف حقيقة نسبه.
سناء:28 سنة،عيناها تخفي الكثير من الندم والأسى،وطريقة كلامها تعبر عن سداجتها،تقطن مع صديقة غرفة فوق السطوح.
ما قصتك:من يراني في الشارع،لا يتصور أني بنت ناس،أنتمي لعائلة بدوية محترمة ومحافظة،ترعرعت في جو جيد على العموم،والدي من كبار الفلاحين بالقرية،إخوتي الدكور هاجروا إلى أوروبا،وأخواتي الإناث متزوجات،لم أتم دراستي لأن الإعدادية كانت تبعد كثيرا عنا،فعلمتني والدتي كل أشغال البيت.
غير أني لما كنت آتي في زيارات للمدينة،أنبهر بحياة الفتيات هناك،وأعجب بما يمتلكنه من رفاهية في العيش،وأتمنى لو كنت مثلهن.
وعند عودتي للبادية،تنتابني حالات من الملل والسخط على الوضعية التي أعيشها،وما إن أنتهي من الأشغال التي تنهك قواي،حتى ألجأ للتلفاز،فأجد فيه ما يشبع أحلامي من أفلام ومسلسلات،التي تعبر مشاهدها عن حياة المدينة،وما تنعم به البنت من حرية،واستقلالية.
وفي إحدى زياراتي للمدينة،تعرفت على شاب بدا لي لطيفا،لن أقول أنني أحببته،فقط وجدت فيه وسيلة
للفرار من القبر الذي دُفنت فيه بالحياة،في تلك المرحلة،لم أجد من يوجهني أو ينصحني،إذ كنت منغلقة على نفسي.وبطيش مني،وباقتراح منه،خططت لوحدي،وقررت الهروب معه،أردت أن أعيش مغامرة،تبقى ذكرى،دون أن أفكر في العواقب.
بعد مرور ثلاثة أشهر،رجعت منكسرة الأجنحة،تحدثت مع أختي المتزوجة،فرفضت أن تدخلني لمنزلها،وأخبرتني ألا أعود لأن والدي قد أقسم أن يقتلني إذا عثر علي في مكان ما،أما إخوتي الذكور،فقد أعلنوا أن ليست لديهم أخت تدعى "سناء".
ومن ذلك الحين،(4سنوات )،وأنا وحيدة،تعرفت على صديقات أسوأ حال مني،نجتر همومنا معا.
أجهضت ثلاث مرات،وحاولت الانتحار مرتين.أصبح الضياع طريقي،والشوارع ملجأي.
منذ زمن غيربعيد تعرفت على رجل أجنبي،من جنسية ألمانية(نصراني)،عن طريق الشات،كان يود الاقتران بي،لكن واجهتنا عراقيل بخصوص ديانته،ومازال يحاول الارتباط بي،وأتمنى أن يحصل ذلك لأنه لم يعد لي ما يربطني بهذه البلاد.
أمنيتك:أن أعود لأعيش في بيت العائلة بالبادية،اشتقت لحضن أمي.
نصيحتك لكل بنت:وجوب طاعة الوالدين،هما أدرى بمصلحة أبناءهم.
كلمة أخيرة:أناشد كل الآباء أن يسامحوا أبناءهم،مهما ارتكبوا من أخطاء،نعم للعقاب من أجل التأديب،لكن دون تخلي،كما عليهم أن يفتحوا جسر التواصل والحوار،وأعاتب الذين لم يتدخلوا بخيط أبيض بيني وبين أسرتي،بل قاموا بإشعال النار.
سلوى:22 سنة،ترتدي أحدث موضة من الملابس والأحدية،شاحبة الوجه،وابتسامتها تبدو مصطنعة.تقطن مع أسرتها في شقة بحي يعتبر من أرقى أحياء المدينة.
ما قصتك:كنت المدللة في الأسرة،كل ما أطلبه ينفد في أسرع وقت،كان هم والدتي،أن أنجح في دراستي،أما والدي قد توفي منذ كان عمري 10 سنوات،كانت تثق بي كثيرا،واستطعت أن أستثمر ثقتها لقضاء أغراضي الخاصة،إذ كنت أوهمها أني سأقضي النهار مع صديقة لنراجع الدروس،لأذهب في رحلة رفقة الأصدقاء،أو حضور حفلة عند شخص ما،كنت أتمتع بحرية مطلقة،وأحصل على مصروف يغطي حاجياتي وحاجيات صديقاتي.
ومع الوقت،أصبحت مدمنة على التدخين،واستعملت بعض أنواع المخدرات،حب التجربة،والخوض في المغامرات مع أصدقاء السوء،رمى بي في بحر من الموبقات.
لما حصلت على الباكالويا،ووصلت إلى الجامعة،ازداد انحرافي،إذ كنت أكثر من السهر،وأسافر دون إدن والدتي،وعندما أحتاج إلى المزيد من المال،أقوم ببيع قطعة من ملابسي،أو شيئا من الأثاث،ولقد وصلت بي الدرجة إلى سرقة مجوهرات أمي،التي بدأ يدخلها الشك في إدماني.
علما أن والدتي متدينة،فأصبحت تحاول تقييد حريتي،واستمالتي إلى الأمور الدينية،وانتقاد تصرفاتي وطريقة لباسي،مما خلق صراعا بيننا،فتدهورت علاقتنا،حاولت التغيير لكن،فشلت مرارا
أمنيتك:أن أتخلص من الإدمان الذي قيدني،وأهلك صحتي.
نصيحتك لكل بنت:ألا تستغل الحرية والثقة التي وُضعت فيها لما يسيء لها أو لعائلتها.
كلمة أخيرة:ليت أمي ربتني على التعاليم الدينية منذ صغري لألفتها واقتنعت بها،وما ثرت ضدها.
موضوع: نساء ونساء/بقلمي 
2010-01-17, 11:22
