السلام عليكم
سأبدأ بالرد،وأظن ما أفتقده يحس به الأغلبية،لأن كل أصدقائي يعانون منه.
أفتقد الدفء العائلي،وذلك الترابط بين جميع أفراد الأسرة،نعم،نحن نعيش في نفس المكان،إلا أن التواصل شبه منقطع،فتجد كل واحد منشغل في حاله في زاوية ما من البيت،هذا مشدود مع ما يشاهده على التلفاز،و ذلك،مع جهاز الحاسوب،و لا يحب من يزعجه،وتلك مع الموبايل،بل الموبايلات إذ أصبح لكل منا أكثر من ثلاثة،لكي نستفيذ من عروض الشبكات الوطنية،وأخرى،مهتمة بالتقاط أخبار الفنانين والفنانات،في المجلات و القنوات الفضائية،وإن سألتها عن أخبار إخوتها كأن تسألها مثلا هل عاد فلان من السفر؟تجيبك بأنها لا تعلم أصلا أن هذا الأخير مسافر.
هكذا أصبحت حياتنا،حلت الأجهزة محل الأشخاص،ونحن قد ألفنها بل بتنا لا نقدر الاستغناء عنها.
إلا أن سرعان ما نشعر بحالات من الملل،ونحتاج إلى أحد بقربنا،يصغي إلى حديثنا،فنتمنى لو لم تبتكر تلك التكنولوجيا الحديثة.
و تنتابنا حالات من الحنين إلى الجلوس بين أحضان الأسرة،و نشتاق إلى الزيارات العائلية،التي اندثرت وعوضتها المكالمات الهاتفية،والرسائل القصيرة،بدعوى عدم وجود الوقت الكافي.
و حتى الأصدقاء قلوا،و مفهوم الصداقة لم يعد له محل في قاموس العلاقات الإنسانية،وصارت الصداقات عن طريق الأنترنيت هي الطاغية،صداقات تتكون بتعارف سريع،وتنتهي بشكل مفاجئ.
رغم انشغالاتنا،نعيش فراغا قاتلا،مدمرا،نحاول أن نسده مرة بالتركيز على الجانب الديني في حياتنا،غير أنه نحس بشيء من الهجران لذواتنا،فنعود لإشباع النفس بما يمكن أن يريحها من متاع الدنيا،و في كلتا الحالتين،نعجز عن تحقيق توازن في شخصيتنا.
السرعة،العزلة عن العالم الأسري،الإدمان على وسائل الإعلام،,le stressأفقدنا الكثير والكثير،ومحال أن نسترجع ما فقدناه.