الإمتحانات مناسبة تنكشف فيها مجموعة من الممارسات التي بتقادمها أضحت مسلمة ومعتاد عليها في الأوساط التربوية .فبمجرد اقتراب موعد الإمتحانات ينكب جملة من التلاميذ لا على الإستعدااد للإمتحانات حفظا و مداركة ولكن لتهييأ ما استجد من طرق و أساليب الغش و التحايل’ بداية بإعداد "الحروز" ذات الكتابة "الهيروغليقية " التي تحار في فك رموزها الألباب , وانتهاءا بالتنسيق فيما بينهم حول أساليب خداع الأستاد و التحايل عليه .
إن هذه الظاهرة في ازدياد و تفاقم , وتلامذتنا كلما تدرجوا في تعليمهم كلما ازداداوا "يقينا" أن الغش هو السبيل الأوحد للنجاح و التفوق .يا عجبا كيف أن المنكر أصبح معروفا و المعروف منكرا .ألهذه الدرجة انقلبت المفاهيم و القيم و المعايير في حياتنا التربوية . لا نشك قيد أنملة أن هناك من التلاميذ فئة لا بأس بها تتعاطى مع أمر الإمتحانات بإيجابية تامة غير أنها قد تجد صعوبة في الإشتغال في أجواء تربوية طابعها الريبة و الغش و خيانة الأمانة .
أما رجال التعليم و نساؤه فهناك فئة منهم أوجدت للظاهرة مبررات من قبيل تدهور المنظومة التربوية و دخول التعليم في حالة "الركود" المنذر بالخطر .فالتمست الأعذار للغشاشين بل منهم سامحهم الله من" تواطـأ" .وهي فئة على كل حال قليلة جدا .
إن ظاهرة الغش في الإمتحانات ظاهرة مركبة يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي و فصل المقال فيها محاربتها حتى نتجنب اثارها السلبية على نظامنا التربوي
منقول من دفاتر